جمعية المستقبل تشارك في مؤتمر التجمع الإسلامي في السنغال

أحد, 20/04/2025 - 21:47

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين…

السيد رئيس التجمع الإسلامي في السنغال، الأستاذ مختار كبي،
السادة قادة التجمع والعمل الإسلامي في السنغال،
أصحاب الفضيلة،
أيها الجمع الكريم،

لكم نحن سعداء أن ألتقي اليوم في هذا المؤتمر الهام بهذه الكوكبة المباركة من أهل العلم والدعوة وقادة الرأي والفكر والسياسة، لنعزز معًا أواصر الأخوة الراسخة ودعائم العمل الإسلامي المشترك بين المؤسسات الإسلامية في بلداننا، والذي يمثل اليوم ضرورة ملحة تفرضها التحديات الكبرى التي تواجه أمتنا الإسلامية، وفي الصدارة منها نصرة أهلنا في غزة العزة، وتنسيق الجهود من أجل ذلك.

ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية التعاون الأخوي بين جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم في موريتانيا والتجمع الإسلامي في السنغال، باعتبارهما منارات علمية ودعوية وفكرية، تسعى إلى ترسيخ قيم الإسلام السمحة في مجتمعاتنا، والنهوض بها في كافة المجالات، وترسيخ علاقات الأخوة والمحبة والجوار، بناء على وشائج الدين والتاريخ والثقافة المشتركة.

إن العلاقات بين بلدينا، موريتانيا والسنغال، نموذج للعلاقات الأخوية المبنية على الروابط الاجتماعية والدينية، والمصالح المشتركة.
فعلى ضفاف النهر تعايش الشعبان في انسجام تاريخي، عززته روابط الإسلام، والعادات المشتركة، والتداخل اللغوي، والتشارك في أنماط العيش وأساليب الحياة.
وهذه العلاقة الخاصة طبعت هوية شعوب هذا الحيز الجغرافي في كل بلدان إفريقيا جنوب الصحراء فعبر القوافل التجارية، وإشعاع المحظرة  ونشاط الزوايا الصوفية،  تم نشر الإسلام وتعزيز الروابط، وبناء الهوية المشتركة الجامعة لغرب إفريقيا مهد الإسلام منذو قرون خلت ومنطلق التحرر من الإستعمار ومجابهة  الإستغلال والنهب المنظم من الغزاة.

أخي الرئيس.. 
أيها الإخوة الكرام من قادة العمل الاسلامي وقوى الاقليم الحية
إنكم اليوم تقودون موجة جديدة مفعمة بالأمل والطموح للتحرر الفعلي من بقايا وإرث التغريب والتبعية إنها لحظة فارقة في تاريخ هذه الشعوب تتطلع من خلالها للتأسيس لانطلاقة واثقة نحو مستقبل واعد بحول الله كما قال تعالى:(وعد الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم).

إنه لمن دواعي سروري العميق، وابتهاجي الصادق، أن ألتقي اليوم في هذه السانحة المباركة بهذه الكوكبة النيرة من دعاة الحق، وحملة مشاعل الهداية في ربوع غرب إفريقيا لنعيَّ اللحظة الدقيقة ومتطلباتها وعيا وفكرا عملا وقولا فنتذاكر التحديات والعوائق 
لنؤسس لتجاوزها عبر الدفع بمجتمعاتنا ونخبها نحو طور جديد من الفعل الحضاري والإسهام التنويري في طريق الهداية والإرشاد والعمل الصالح.

إننا اليوم، إذ نستحضر هذا الماضي العريق وهذا الحاضر المتنامي، ندعو إلى تعزيز هذه العلاقات المتجذرة في أعماق التاريخ، والمتشابكة في واقعنا الاجتماعي والاقتصادي، بتطوير شامل يطال كافة المجالات. وندعو بشكل خاص إلى تفعيل التبادل الثقافي والأكاديمي بين مؤسساتنا الثقافية، لما له من أثر بالغ في تعميق الفهم المشترك وترسيخ القيم. 

 واجتماعنا هذا يمثل فرصة سانحة لنقوي ما يربط بين شعوبنا من علاقات الأخوة والمحبة والجوار، والوشائج المتينة للدين والتاريخ والثقافة المشتركة التي تجمع بلداننا.

وهو ما يحتم علينا اليوم ضرورة تقوية التعاون في مجالات الأمن، والتنمية الحدودية، وتسهيل تنقل الأفراد والبضائع، وتفعيل المشاريع المشتركة في مجالات الغاز، والصيد، والزراعة، واستغلال مياه النهر.

إننا في جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم نعرب عن استعدادنا التام لوضع مشاريع تعليمية رائدة، وصياغة بروتوكولات تعاون فاعلة، لتوطيد العلائق العلمية والتربوية والثقافية المشتركة بين شعوبنا.
أيها الإخوة والأخوات
إن مسيرة الدعوة الإسلامية في قارتنا الإفريقية تواجه تحديات جمة، تتطلب منا جميعًا تضافر الجهود، واستشراف المستقبل برؤية واضحة وعزيمة صادقة. ومن أبرز هذه التحديات:

 1- مواجهة الغلو والتطرف: فانتشار الأفكار المتطرفة والغريبة عن ديننا السمْح يشكل خطرًا حقيقيًا على وحدة مجتمعاتنا وأمنها واستقرارها. ويتطلب منا ذلك تكثيف الجهود في نشر الفكر المستقيم   وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، وتفنيد الشبهات بالحكمة والموعظة الحسنة.
 2- الحفاظ على الهوية الإسلامية في وجه العولمة الثقافية: إن التدفق الكبير للثقافات الوافدة يشكل خطرا كبيرا على الهوية الإسلامية مع ثقتنا بأنفسنا وإيماننا بأن البقاء للأصلح إلا أننا نتطلع لبناء استراتجية مقاومة لهذا المد الجارف من الثقفات والقيم الخطيرة على مجتمعاتنا وذلك من خلال تفعيل التعليم والإعلام لكسب رهان هذه المعركة. 
لذا، يتعين علينا العمل على تعزيز القيم الإسلامية في مناهجنا التعليمية ووسائل إعلامنا، وتقديم نماذج إيجابية من تاريخنا وثقافتنا العريقة.
 3- تلبية الحاجات التنموية للمجتمعات المسلمة من خلال مكافحة الفقر والجهل والأمراض التي تشكل بيئة خصبة للتحديات المختلفة. ويتطلب منا ذلك الانخراط الفاعل في خدمة مجتمعاتنا، والمساهمة في تحقيق التنمية، من خلال تقديم العون للمحتاجين، انطلاقًا من تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على التكافل والتراحم.
 
4- تطوير وسائل الدعوة واستخدام التقنيات الحديثة: إن العالم يشهد تطورًا تكنولوجيًا سريعًا، ويتعين علينا الاستفادة من هذه التقنيات في نشر رسالة الإسلام السمحة بأكثر الطرق فعالية وجاذبية، مع الحذر من مخاطرها وضوابط استخدامها.
 
5- تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدعوية: إن العمل المشترك وتبادل الخبرات بين المؤسسات الدعوية في غرب إفريقيا يمثل قوة مضاعفة في مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة.

6- الاضطلاع بمسؤولية الدفاع عن قضايا المسلمين، وفي مقدمتها قضية الأسرى والمسرى، وإسماع صوت الحق في المحافل الوطنية والإقليمية.

وهذه مقترحات لمجابهة تلك التحديات:
 1- إنشاء منصة إقليمية للدعاة والعلماء: تهدف إلى تبادل الخبرات، وتنسيق الجهود، ووضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات المستجدة.
 2-إطلاق برامج تدريبية متخصصة للدعاة: تركز على تطوير مهاراتهم في التواصل والإقناع، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لمواجهة الأفكار المنحرفة، واستخدام التقنيات الحديثة في الدعوة.
 3- تأسيس مراكز بحثية للدراسات الإسلامية: تعنى بدراسة الواقع المعاصر وتحدياته، وتقديم حلول مستنيرة وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية.
 4-إنتاج محتوى دعوي هادف ومبتكر: يتناسب مع مختلف الفئات العمرية والثقافية، باستخدام وسائل الإعلام المختلفة والمنصات الرقمية.
5- تعزيز دور المؤسسات التعليمية في نشر الوعي الديني الصحيح: وتضمين المناهج الدراسية قيم التسامح والتعايش والسلام.
 6-تفعيل دور المساجد كمنارات للعلم والتوجيه وتنظيم فعاليات دعوية وثقافية متنوعة تستجيب لحاجات المجتمع.
 6-دعم المبادرات التنموية التي تخدم المجتمعات وتعزيز قيم العمل والتكافل الاجتماعي.

أيها الإخوة الكرام،
رغم التحديات التي تواجه منطقتنا، فإن العلاقات الأخوية المتينة بين موريتانيا والسنغال، وبين موريتانيا وبقية دول غرب إفريقيا، تظل صلبة وقابلة للتطور والنماء. وتبقى الروابط الثقافية والدينية، والتعاون الاقتصادي المثمر، وأواصر القربى والرحم  من أقوى الدعائم التي تبني وحدة شعوب غرب إفريقيا، وتدفعها نحو مستقبل مشرق ومزدهر.
فلنتعاون جميعًا، بروح الفريق الواحد، عبر عزيمة لا تلين، لخدمة ديننا الحنيف، ورفعة أوطاننا، ووحدة شعوبنا، مستنيرين بقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ 
أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصلاح، وأن يجعل عملنا هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجمع شملنا ويوحد كلمتنا على الحق والهدى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وفد من جمعية المستقبل للثقافة والدعوة والتعليم.
-الدكتور: شيخنا سيدي الحاج /الأمين العام للجمعية.
-الشيخ أحمد سالم المين فال /عضو مجلس شورى الجمعية
-الشيخ عبد الله صار / الأمين العام المساعد للجمعية 
-الشيخ محمدن ولد المختار الحسن / رئيس مجلس حكماء الجمعية

 

 

المؤتمر الرابع العادى للتجمع الإسلامى في السنغال وموريتانيا هي ضيفة الشرف حيث يحضر وفود عدة من 
فلسطين
تركيا
المغرب 
الجزائر 
مالى
ساحل العاج
كينا
بورندى
نيجريا
كانا…